تنظم مؤسسة الابتكار والاستشراف الاقتصادي المنتدى الأول للتصدير والتجارة الخارجية اليوم الخميس سعيا لرصد بدقة الانشغالات التي تعيق التصدير خارج المحروقات واقتراح حلول عملية ضمن مسار إستراتيجية التصدير المسطرة والتي تضع الأسواق الإفريقية هدفا في المدى القصير كما أوضحه مدير المؤسسة هشام سعيدي في اتصال هاتفي، مشيرا إلى أن الغاية الأولى تتمثل في توضيح الرؤية من حيث جوانبها التجارية لرفع تحدي التصدير إلى بلدان القارة السمراء التي تحقق مؤشرات ايجابية تعكس مدى الفرص القائمة.
وأضاف أن اللقاء الذي يحضره صناعيون ورؤساء مؤسسات إنتاجية وسفراء لبلدان من إفريقيا يساعد على رسم معالم التنافسية الصناعية والاقتصاد المنتج والتواجد الجزائري في أسواق افريقية خاصة وان هيئات مالية وبنكية ومؤسسات تتدخل في التجارة الخارجية تشارك في المنتدى الاقتصادي بامتياز ليكون محطة فعالة لرسم مسار التصدير الذي يتطلع إليه الاقتصاد الجزائري في مرحلة التحول من التبعية للمحروقات إلى إنتاج الثروة من خلال التنوع، وهو ما يندرج مباشرة مع توجهات الانتقال الاقتصادي الذي رسمه رئيس الجمهورية بجعل تنمية التجارة الدولية تلعب دورها المحرك للنمو الاقتصادي.
ويمثل التصدير خارج المحروقات تحديا جوهريا تواجهه المؤسسة الجزائرية في ظل تنافسية الأسواق والتداعيات المترتبة عن تراجع إيرادات المحروقات بل يشكل اللبنة الأولى لمسار الانتقال الطاقوي من بوابة النموذج الاقتصادي الجديد للنمو الذي يرتكز على إنتاج الثروة والتموقع في أسواق خارجية تتقدمها الإفريقية منها لما توفره من فرص يمكن اقتناصها وقد شرعت بعض المؤسسات الخاصة بشكل ملموس في الانتشار عبر بلدان القارة السمراء.
ومن شأن مثل هذه الفضاءات التي تجمع الفاعلين في السوق سواء منتجين، كبار تجار أو خبراء في التسويق الدولي إلى جانب البنوك أن تحقق المرافقة المطلوبة للمتعامل في سعيه لركوب تجربة التصدير التي تبدأ بخطوة مهما كانت متواضعة لكنها تكبر إذا ما أحيطت بالاحترافية وارتكزت على ورقة طريق دقيقة من حيث المؤشرات والاطلاع على حجم الطلب والطاقات التي توجد في الأسواق الخريجة. ولعل من العوامل الايجابية التي تعزز هذا الطموح تزامن الملتقى مع معرض الجزائر الدولي الذي يفتح من 8 إلى 13 ماي الجاري نافذة عريضة على الاقتصاد العالمي بفضل المشاركة الأجنبية من خلال حضور مؤسسات تدرك مدى التحولات الجارية وطبيعتها ويمكن للمتعامل الجزائري اقتناص السانحة لانجاز مشاريع تندرج في صلب التوجهات التي تقود إلى الأسواق الخارجية.